تحكيم العقل والقانون لتعود الفرحة
محمد مهدي
بغض النظر عن فحوى العقوبات التي توصل لها الاتحاد البحريني لكرة اليد مؤخراً بشأن أحداث مباراة باربار والأهلي في نهائي الدوري، فإن العقوبات المغلظة التي تم احتسابها على لاعبي الأهلي وباربار ومدرب الفريق أيضاً حسين عيسى، قد شابها الكثير من الغموض، إذا ما قارنا الأسباب الحقيقية التي لم يعلن عنها حتى الآن، بالفعل المقترف من كل هؤلاء الأشخاص والعقوبات التي تم تسليطها عليهم، بإيقاف لاعبين يمثلون المنتخب الوطني لمدة موسم ونصف الموسم، وأيضاً مدرب وطني لمدة موسم رياضي كامل.
ليس من المعقول أن يكون النقد وإن وصل ليكون حاداً يؤدي لإيقاف لاعبين ومدرب لهذه الفترة الكبيرة، حتى أن لعبة علي حسين وإن كانت تستحق الإيقاف، فإن العقوبات بهذه الطريقة صادمة، ومجحفة وقاسية جداً.
الخطأ الذي وقع على لاعب باربار بالإمكان قياسه بالمقياس الذي تفرضه بنوده، وعلى الاتحاد أن يعود للبنود التي تتعرض لمثل هذه الألعاب إن أراد إيقاف اللاعب، لكن أن تصل العقوبة لمدة موسم رياضي كامل تعد عقوبة قاسية، كما أن العقوبات الأخرى لا تستند إلى بنود محددة، فعلى أية مادة أو بند تم إيقاف محمود عبدالقادر والمدرب عيسى لهذه المدة.
في النهاية المنتخب هو الخاسر، حتى وإن احتسبها الاتحاد لاحقاً بعدم اللعب في المنافسات المحلية فقط، فإن اللاعب سيعاني التوقف طوال هذه المدة، وسيؤثر ذلك بالتأكيد على عطائه مع المنتخب.
يعرف الكل أن اتحاد اليد وضع نفسه باعتماده هذه العقوبات في موقف لا يحسد عليه، وبدل أن يأتي الاتحاد لتصحيح الوضع السابق يضفي أموراً جديدة تضفي على مسابقاته الرونق والإثارة والحيوية، فإذا به يعاقب نفسه وأنديته بمثل هذا القرار، وسيبقى يعاني الاتحاد الأمرين لتصحيح الوضع الصعب الذي تعيشه صالات منافسات كرة اليد، لعلاج الشيخوخة التي باتت تعاني منها المدرجات التي أمست تسكنها الأشباح لقلة ساكنيها وأصبحت مسابقاته تعاني وتناشد من ينقذها.
على الاتحاد أن يكون متجاوباً إلى أبعد الحدود مع أنديته الأعضاء إن كان يعمل لصالح العملية التطويرية للعبة وليس لصالح أمور أخرى، فهو من دون هذه الأندية لن يستطيع القيام بأي شيء في صالح اللعبة، في المقابل نتمنى أن تقف الأندية مع الاتحاد في هذه المعضلة، فالقضية وما وصلت إليه تتطلب منا تحكيم العقل على العاطفة وهذه هي مهمة الاتحاد أولاً والأندية ثانياً.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5023 - الأربعاء 08 يونيو 2016م