اقتصاد «بترول»
موضوع عن التطورات المتسارعة والمتلاحقة في سوق النفط العالمية هذه الايام لجهة ارتفاع الاسعار «اسعار البترول» على نحو كبير ومستمر ومتواصل.
اقول، واصلت اسعار النفط ارتفاعها القوي باليومين الماضيين في رحلة صعودها النشطة والمتتالية التي بدأتها منذ شهر يناير الفائت وحتى هذه اللحظة.
وتجاوز أمس سعر برميل «النفط الخليجي» مستوى الـ 50 دولارا للبرميل في افضل قيمة له منذ 17 شهرا.
وواصلت هذه الاسعار – أسعار النفط ارتفاعها هذا – رغم الحديث الامريكي الرسمي «رغم الكلام الامريكي الرسمي» عن «الاحتمال القوي» – جدا – احتمال رفع الفائدة المصرفية الامريكية.
فهذا الرفع – كما هو معروف ان حدث – يأتي لغير صالح تحسن اسعار النفط.
لأنه يؤدي لصعود قيمة الدولار «صعود سعر صرف الدولار» وهذه «الحالة» تؤدي للضغط على اسعار النفط «نزولا».
لماذا؟ لأن ارتفاع قيمة الدولار ينتج عنه هذان الوضعان:
خروج «المضاربين» من سوق الاستثمار في «البترول» للاستثمار في «سوق الدولار المرتفع» سعيا وراء الحصول على مكاسب مادية أفضل وأكبر.
هذا «الخروج» يؤثر سلبا على اسعار النفط، لأن وجود «المضارب في سوق النفط، وفي غيره من اسواق يؤدي في حالات كثيرة لارتفاع الاسعار».
الوضع الآخر: ارتفاع قيمة الدولار يجعل أصحاب العملات الاخرى «يدفعون» من اموالهم أكثر لشراء البترول لأنه يباع – كما هو معروف – بالدولار.
فشراء «الدولار المرتفع» بأي عملة أخرى يعطي صاحب هذه «العملة» «دولارات أقل».
ففي مثل هذه الحالة تلجأ بعض الدول لخفض وارداتها من النفط قدر المستطاع، الامر الذي يضغط على أسعاره نحو الاسفل. اقول وبالرغم من ذلك تواصل اسعار النفط – الآن – ارتفاعها الكبير والثابت.
وهذا يعني ان هناك بالوقت الحالي –«عوامل» أخرى معينة قوية بالسوق البترولية تدفع اسعار النفط نحو الاعلى حتى في ظل حديث و«كلام» الامريكيين عن احتمال رفع سعر الفائدة المصرفية الامريكية في القريب العاجل.